(وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ).
الوالدين هما أهم شئ في حياة الإنسان فهم السبب في وجودنا في هذا الكون وهم المسؤلين عنا وعن تربيتنا، ( كلكم راعٍ وكلمكم مسؤؤل عن رعيته) فالوالدين هما المسؤلين عن الطفل بكل ما يحتاج، وهم المحاسبين أمام الله في تربيته، فيمكن بسبب التربية الجيدة أن يظهر عالم دين، حافظ للقرآن، فقيه، طبيب، ويمكن بسبب تربية الأهل السيئة أن يكون تاجر مخدرات، مغني، ممثل، فإما أن يؤدي بأهله للجنة أو النار، وألا نقول لهما أف أو نصرخ في وجههم او نرفض طلباتهم إلا عند الشرك بالله لا يجب طاعتهم فقط.
وقد أكد الرسول على أهمية الأبوين في الحديث( أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك) حيث للأم أهمية كبيرة في حياتنا فالجنة تحت أقدام الأمهات، وهي من قامت بحمله في بطنها 9 أشهر وأخذ من جسمها من أسنانها ومن عظمها حتى يتكون جنين، وهي من قامت برعايته، وتركت كل أعمالها وتفرغت لولدها، وسهرت الليالي حتى أصبح شاباً كبيراُ، وبعدها هو يكبر ويصبح مسؤول عن عائلة وأطفال، سنة الحياة هي الإنجاب، والتربية، فالتربية السليمة هي عمود الدولة الإسلامية لجعل كلمة الله هي العليا وكلمة الكافرين هي السفلى.
ويقول الرسول في حديثه ( علّموا الأطفال الصلاة من سبع وإضربوهم من عشر) فهذا الحديث يدل على أهمية تعليم الأطفال الصلاة من سن صغير حتى يتعودوا على ممارستها، وبعد وقت قليل يتم تعليمهم على الصيام، ويجب على الأهل تعليم أطفالهم المحبة والمودة ومحبة الأخوة، حب الوالدين، صلة الرحم والكثير من الأمور الأخرى، كل هذه القيم التي يقوم الوالدين بتعليمها لأطفالهم هي قيم جميلة حثنا عليها الدين الإسلامي الحنيف، وتجعل من هذا الشخص إنساناً بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
وقال قال الإمام أحمد : حدّثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا علي بن زيد عن زرارة بن أوفى عن مالك بن عمرو القشيري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( من أعتق رقبة مسلمة فهي فداؤه من النار مكام كل عظم من عظامه محررة بعظم من عظامه ومن أدرك والديه ثم لم يغفر له فأبعده الله عز وجل ومن ضم يتيماً بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يغنيه الله وجبت له الجنة).
وفي النهاية نقول ونؤكد على أهمية وجود الوالديم في حياتنا وأنه ليس لدينا أي قيمة بدون والدينا، فمن لديه والديه على قيد الحياة فهو في اكبر نعمة و يجب ان يحافظ عليها وعلى رضاء والديه، ويجب عليه أن يهتم بالإختمام بوالديه والحرص على رضاهم، لأنه بدون رضاء الوالدين لن يدخل الجنة، في قوله تعالى: ( وقل إرحمهما كما ربياني صغيراً) فهذا الحديث يدلل على أهمية العناية بالوالدين والإهتمام بهم عند الكبر، فبدونهم لن يرضا الله عنك برضاهم ندخل الجنة.
المقالات المتعلقة بتعبير محضر قصير